المساواة في الحقوق بين الرجال والنساء، وردات الفعل العنيفة على مستوى العالم ضد النسوية الذي يعوق تحقيق المزيد من الإنجازات وينكر الحاجة إلى تعزيز المساواة بين الجنسين، وآخر التطورات في سياق حقوق المرأة ومثليي الجنس.. كانت موضع نقاش في ندوة استضافتها مؤخراً مؤسسة هاينريش بول Heinrich Böll Stiftung.
الإسلاميون والشعبويون هم من يقاوم الحركة النسوية
البداية كانت مع الباحثة والناشطة الفرنسية لوسي غريفون Lucille Griffon، والتي عرضت نتائج البحث التي شاركت به وهو عن الحركة النسوية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وخلصت إلى نتيجة أن الحركات الإسلامية كانت تقف دائماً ضد التحركات النسائية المطالية بحقوق المرأة، بحجة أن هذه الأفكار صناعة الغرب ودخيلة على الإسلام وبالتالي يجب مقاومتها، أو بحجة أن الإسلام ليس بحاجة لحركة نسوية لأنه بالأصل الإسلام كرّم المرأة، وأضافت غريفون تذكرها في بداية الحركة النسوية في فرنسا عندما كانوا الشعبويين يصفونها بالأفكار الغريبة القادمة من أمريكا اللاتنية.
حكومات مصر تعاملت مع حقوق المرأة كمسألة تجميلية
من ثم بدء النقاش بين المتحاورات والبداية كانت مع المصرية سمر الحسيني من معهد الأندلس للدراسات في التسامح ومناهضة العنف، حيث تحدثت عن الوضع في مصر ومما قالت: “ما منع قيام مساوة جندرية في مصر هو أولاً الخطاب الإسلامي الرافض للمساوة، ثانياً عدم توفر الرغبة الحقيقة للحكومات المتعاقبة في مصر، فمسألة حقوق المرأة مسألة تجميلية أكثر منها قضية حقيقة، تسعى الدولة لتحقيقها. ثالثاً الهجوم الدائم على المجتمع المدني في مصر والذي يحد على قدرت على دعم سياسات الدولة في حال كان هناك قوانين تدعم المساواة”. وتابعت الحسيني: “لمقاومة هذا الوقع اعتمدنا في مؤسساتنا على ثلاث استراجيات وأولها مسألة التوعية أي خلق وعي لدى المواطنين ووعي لدى الحكومة، عن طريق تدريبات واجتماعات وندوات والمشاركة في برامج مختلفة في وسائل الإعلام. الأمر الثاني كان في مسألة التمكين، أي خلق كوادر نسوية قادرة أن تمثل وتنقل الأجندة الجندرية وتخلق حالة عامة للتنبه لأهمية حقوق المرأة، الإستراتجية الأخيرة هي المناصرة أو المدافعة وهذا أمر صعب للغاية في ظل هذه الظروف التي تعيشها مصر، حيث قد ينتهي المطاف بالناشطة بالإعتقال كما حصل مع إسراء عبد الفتاح حيث تم اعتقالها وتعذيبها”.
القوانين في سوريا مجحفة بحق المرأة
من مصر إلى سوريا حيث انتقل الكلام إلى مريانا كركوتلي من منظمة تبنى الثورة في برلين حيث تكلمت عن الوضع النسوي في سوريا وربطته بالوضع السياسي بشكل عام ومما قالته: “في سوريا لدينا نظام الحزب الواحد وتولد عنه اتحاد نسائي واحد، من الصعب جداً قيام أي مبادرة نسوية حقيقية ضمن نطاق هذه المنظومة (..) هناك عدة قوانين مجحفة بحق المرأة في سوريا، المرأة لاتستطيع منح جنسيتها لأولادها، وهناك قوانين واضحة تجرم المثلية الجنسية (..) ولا يوجد لدينا حركات تطالب بحقوق المثليين في سوريا”.
أما فتحية الحزم من الجمعية التونسية لنساء الديمقراطيات فقد تحدثت عن الانجازات التي حققتها المرأة التونسية إلى حد الآن ومعاركها المستمرة لنيل حقوقها وخاصة مع الإخوان المسلمين (حزب النهضة في تونس)، وأبدت تخوفاً على مكتسبات حقوق النساء في تونس بعد أن اتهمت الرئيس الجديد قيس سعيّد بانه شعبوي.
Photo: Samer Masouh