
انتقدت المعالجة النفسية أولجا باول من مدينة إنجلوشتات تأخر الرعاية الطبية للمهاجرين واللاجئين، بسبب طول فترات الانتظار للحصول على موعد لدى الأطباء المختصين خاصة للنساء والأطفال، كما أشارت إلى مشكلة السكن وما تؤدي إليه من مشكلات نفسية: “أعرف العديد من العائلات من اللاجئين وآخرين من بعض دول الاتحاد الأوروبي لا يستطيعون الحصول على شقة ويعيش كل أفراد الأسرة في غرفة واحدة مما كان له أثر سيء على تطور الأطفال، فلا يمكنهم تناول الطعام بأريحية ولا يستطيع الأطفال اللعب، بل لا يجدون أماكن لوضع أشيائهم، كل هذا مع عدم اكتراث من قبل الدوائر الحكومية”. كما أشارت إلى ما تعانيه السيدات من عدم خصوصية في مراكز الاستقبال حيث لا يمكنهن غلق أبواب الغرف، وتقدمت بعرض لما يجري من إجراءات لتحسين الأوضاع في مدينة أنجلوشتات. جاء ذلك ضمن كلمتها بمؤتمر وقف العنف ضد النساء بمدينة إيرفورت والذي جرت فعالياته في النصف الأول من الشهر الحالي والمنظم من قبل اتحاد منظمات داميجرا.
محاربة الإتجار بالبشر

“مارتا فتاة إريترية ذهبت مع أسرتها إلى دبي هربًا من الفقر، وهناك بيعت الطفلة البالغة من العمر 12 عام إلى شيخ عربي، عملت عنده كخادمة لفترة عانت خلالها من العنف الجنسي والجسدي، الآن مارتا تبلغ من العمر 19 وجاءت إلى شتوتجارت ولم تستطع الحصول على حق الإقامة، فإلى أين يمكنها الذهاب”؟ بهذا المثال عرضت ريانا هيرفيج المنسقة الإقليمية لشمال غرب ألمانيا لمنظمة داميجرا مأساة النساء ضحايا الإتجار بالبشر. وأكدت على أن الكثير من النساء ضحايا الإتجار بالبشر يتعرضن للابتزاز بمجرد وصولهن إلى ألمانيا، ويزداد الموقف سوءًا نظرًا لأن الكثيرات منهن تواجهن خطر الترحيل، كما أنهن لا يعرفن حقوقهن القانونية حيث أن العمل الإجباري والدعارة الجبرية هما جزءًا من المفهوم الأكبر للإتجار بالبشر قانونًا في ألمانيا، “يجب السماح لهن بوضع إقامة آمن ليتمتعن بالحماية القانونية والخدمات الصحية”. هذا بالإضافة إلى ما أشارت إليه من حالات يتم الاعتداء عليها ولا يستطعن فعل شيء في مواجهة ذلك، كما ذكرت حالات أخرى أصبحن موضوعًا للإتجار بالبشر خلال رحلتهن إلى ألمانيا.
الدعارة القسرية وسيدات الليل

عالمة الاجتماع والمؤلفة إيميليا ميتروفيتش والتي تعمل بمجال الهجرة واللجوء، تحدثت عما أسمته “الدعارة غيرالمرئية” فـ “بالإضافة إلى السيدات الألمانيات العاملات في الدعارة في هامبورج هناك حوالي 800 إمرأة من جنسيات أخرى وغير مسجلات نظرًا لعدم تمتعهن بحق الإقامة الآمن” وتكمن مشكلة سيدات الليل غير المسجلات في حرمانهن من حقهن المكفول في قانون تنظيم الدعارة في زيارة المراكز الصحية حيث يخشين الذهاب إلى أماكن الفحص فيتم الوشاية بهن لدى مراكز اللجوء والهجرة، ومن ثم ترحيلهن. بل تتعرض بعضهن للعنف المؤدي للموت أحيانًا من بعض الرجال، وتعاني هذه الفئة من السيدات من جهلهن بأية اتفاقيات أو قوانين لها علاقة بحقوقهن، نظرًا لخضوعهن التام للقوادين الذين أحضروهن إلى ألمانيا. وأكدت ميتروفيتش على أن هامبورج لديها مراكز رعاية ومساعدة تضمن الحفاظ على خصوصية فتيات الليل، لكن غير المسجلات مازلن في خطر نظرًا لأنهن غير مسجلات بسبب عدم تمتعهن بالإقامة.
عدم السماح بدخول مراكز استقبال اللاجئين
تصدرت مشكلة عدم السماح بدخول الناشطات والمختصات لمراكز استقبال اللاجئين Anker ما طرح من مشكلات على نائبة البوندستاج وعضو الحزب المسيحي الديمقراطي سيلفيا بانتل، والتي أجابت بأنه بالفعل القانون يمنع دخول مراكز الاستقبال ووعدت بنقل هذه المعلومة لوزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر، أنه من الصعب التدخل في شئون الولايات “فنحن في دولة فيدرالية”. ورغم رفضها لوضع المرأة التي لا تتمتع بأي حماية نتيجة لعدم تمتعها بإقامة مستقلة وشرط بقائها في العلاقة الزوجية حتى مرور 3 سنوات، عادت وأكدت بانتل على أن هذه هي القوانين الموجودة وعلى الجميع الالتزام بها وإلا ظهرت مشكلات كبيرة : “أعلم أن هذا الكلام لن يكون محبوبًا من الجميع ولكن السياسة هي تطبيق الممكن، ونحن دائمًا ما نحتاج إلى أغلبيات معينة في البرلمان لتمرير القوانين. ثم تبعت ذلك بحديثها عن مشكلة زواج القُصر مؤكدة على أن الجانب التشريعي لا يكترث بالنوع الاجتماعي وما إذا كان المتعرض للانتهاك ذكر قاصر أو أنثى قاصرة. وهو ما اختلفت معها بشأنه الحاضرات، حيث لا يجب أبدًا تصدير التخويف خاصة وأن الحديث عن بشر يحتاجون المساعدة، كما انتقدت بعض المتحدثات أيضًا التركيز على بعض المشكلات من منظور إثني.
Photos: Asmaa Yousuf