أول ما يخطر على البال عند رؤية أعضاء حزب (البديل من أجل الأسد.. ألمانيا سابقاً) بضيافة مفتي البراميل المتفجرة أحمد حسون، حكمة تقول: “الطيور على أشكالها تقع“. لست مستغرباً أبداً زيارة هؤلاء إلى دمشق، إنه المكان الأنسب لهم تماماً، فهناك تعتنق القيادة الدموية التي ذهبوا للتبرّك بها، أفكاراً قريبة جداً من أفكارهم، كالإقصاء والكذب واللعب على وتر الخوف؛ وأخطر من كل ذلك “الكراهية“. هناك ستسحرهم التجربة الديمقراطية على طريقة الأسد، والتي سيسعون لتطبيقها في ألمانيا طال الزمن أم قصر.
تجول الوفد الألماني في أحياء من دمشق، ونشروا صورهم على حسابتهم الحديثة في تويتر، مع عبارات تشعر بعد قراءتها أن كاتبها هو محرر افتتاحية صحيفة البعث، إحدى أتعس الصحف السلطوية السورية. صورة للوفد مع كاهن النظام وأخرى مع مفتيه، وصور لمحال تجارية وحركة الشوارع.. أحدهم كتب يقول: “النساء السوريات يرتدين الجينز الأزرق بدلاً من الحجاب الأسود، يجلسن في الحانات، بالكاد يمكن تخيل شيء كهذا بمكة، ولسوء الحظ في نويكولن برلين“، لم أعرف ماذا لن نجد في نويكولن! النساء أم البارات! أم أنه كان يقصد السروايل الجينز!.
على العموم أريد أن أشكر أعضاء وفد (البديل من أجل الأسد) على الصور التي نشروها، فأنا لم أرى شوارع دمشق التي تجولوا فيها منذ سنوات، ولا يمكنني زيارتها كما فعلوا هم.. من حسن حظهم لم يعتقلهم أحد هناك، بل استقبلتهم مخابرات الأسد وبوتين وخامنئي والليبرالي نصر الله بحفاوة وسيارات ألمانية فارهة، ربما لم يحلم أياً منهم بركوبها هنا في مسقط رأسه ورأسها.. أي السيارة؛ كما أن فندق فورسيزن الذي أقاموا فيه، والمملوك لأمير سعودي أو كان على ما أذكر، خدمة الغرف فيه مودرن، والموظفات ترتدي السراويل الجينز حتى يشعر الوفد الألماني وتحديداً دكتور كريستيان بليكس أنه ليس في مكة أو نويكولن.
بتواضع أنصح وفد (البديل من أجل الأسد) بزيارة الغوطة الشرقية خلال دقائق هدنة بوتين “الإنسانية“، ليس للتعاطف أو لتقييم الوضع هناك على الإطلاق، ولكن لاكتساب الخبرة العملية لكيفية حصار وقتل الأطفال وكبار السن والنساء ممن لا ترتدين السراويل الجينز، فمع استمرارهم في البرلمان الألماني، ووصولهم لرأس السلطة يوماً ما، سيكون لديهم معرفة جيدة بطرق التعامل مع الآخر الذي يكرهونه في هذه البلاد، وربما يتخذوا نفس التكتيك لحصار نويكولن وقصفها مثلاً، كون هذه المنطقة تشغل بال دكتور بليكس عضو البديل من أجل الجينز،، أقصد الأسد! من يعلم؟ هذا الزمان لا حدود لجنونه!.
- المقال يعبر عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي منصة أمل برلين
Photo: Amal Berlin