قامت كل من مؤسسة مدى للتنمية الثقافية ومنظمة VIA ومنظمة The Moving Network وبيت الثقافة والفن Ulmi 35 ومسرح البرجولا للعرائس من مصر بعرض مسرحية بعنوان “أروح لمين”. مجموعة من الممثلين الذين يحركون العرائس قاموا بعرض المشكلة من وجهة نظر معينة، ثم تم دعوة الجمهور إلى المشاركة بإيجاد الحلول، ومن هنا يأتي التفاعل بين الجمهور وأبطال العرض الذين يقومون بتزويد الجمهور بالمعلومات اللازمة وتوعيتهم.
تبسيط ما هو صعب

السيدة هالة الحايك
تقول هالة الحايك من منظمة VIA بأنها رأت منذ البداية تبسيط عملية التوعية بمرض الإيدز بطريقة تتضمن نوع من الترفيه والتسلية، فهو موضوع صعب بطبيعته، فالناس بطبيعة الحال خاصة من الدول العربية يتكتمون على الإصابة بهذا المرض، بالإضافة لقلة المعلومات المتاحة لهم حول الفيروس، فهم حتى لا يعرفون الفرق بين متلازمة نقص المناعة وفيروس نقص المناعة المكتسب، لذا اقترحت أن نقوم بعمل شراكة مع أكثر من منظمة فليس لدينا الإمكانيات المادية للقيام بذلك وحدنا، وساهمت “The Moving Network” بجزء من التكاليف كما قامت كل من منظمة مدى، ومنظمة أولمي، بتقديم المكان والتسهيلات المطلوبة للعرض. واختتمت السيدة هالة بأنها لن تتوقف عند العروض في أماكن خارجية بل ستذهب لتقديم التوعية في مساكن اللاجئين من خلال عروض تمثيلية بشكل عام.
الحق في الوصول إلى الرعاية الصحية
من جهتها أكدت لينا جوتيكا “منظمة VIA” على أن الهدف من وراء عرض المسرحية هو توفير الإمكانية للقادمين الجدد من أجل الوصول لكل الخدمات والرعاية الصحية والفعاليات والأنشطة، بالإضافة بالطبع للتوعية ضد مرض نقص المناعة والحماية من انتشاره. كما أضافت بأنه “وفقًا للإحصائيات فإن 20% من الألمان لديهم خلفية مهاجرة، وثلث حالات فيروس نقص المناعة مصاب به مهاجرين، وتكمن المشكلة هنا في أن معظم الناس من أصول غير ألمانية ليس لديهم فرص متكافئة للوصول إلى الرعاية الصحية السليمة.
كما أكدت جوتيكا على أن المصاب بمرض نقص المناعة يمكنه أن يعيش مثل أي شخص أخر يحب ويضحك ويلعب ويعمل ويكون لديه شريك وأطفال أصحاء، لكن قبل كل ذلك يجب أن نعرف كيف نكتشف المرض بشكل مبكر ونوقف العدوى. وحول الاستراتيجيات المتبعة للقيام بعملية التوعية قالت جوتيكا بأنه ونظرًا لصعوبة الحديث حول مرض نقص المناعة بشكل عام وفي كل مكان، فإنه من الأفضل إن أردت توعية المهاجرين والقادمين الجدد حول هذا المرض أن يتم ذلك من خلال التعاون مع منظمات وجمعيات تعمل بالفعل مع اللاجئين، مما يعني بأن الخطط والاستراتيجيات والفعاليات يجب ترتيبها بالتعاون مع هذه المنظمات، فهم أكث معرفة بمجتمع القادمين الجدد ويعرفون الطريقة المثلى للتواصل معهم وتقديم المعلومات.
تعاون لا تضامن
وحول دور منظمة The Moving Network قال البروفيسور جيرنوت فولفارم بأنهم بدأوا المشروع مع مجموعة طلبة من كل دول العالم، بعد أن شعروا بأنهم لابد أن يفعلوا شيئًا من أجل القادمين الجدد، وبدأ زملاؤه في المنظمة من الذين كانوا يسكنون في مساكن إيواء اللاجئين بالبدء بتقديم التوعية للناس مباشرة هناك. وأضاف أنهم تلقوا دعوة من شرطة برلين وكان رائعًا جدًا أن يستمعوا لبعضهم البعض ويتبادلوا وجهات النظر حول الأمر.
ويشرح “فولفارم” كيف أن الموضوع كان صعبًا في البداية خاصة النقاشات حول استخدام المفردات المناسبة مثل كلمة “اللاجئين” أم “القادمين الجدد” وغيرها الكثير، ومن أجل ذلك كان عليهم أن يشاهدوا الكثير من الفيديوهات ويقرأوا العديد من المقالات. كما أكد فولفارم على أنهم يرفضون استخدام كلمات مثل “تضامن أو مساندة أو دعم” لأنها تعطي الانطباع بأن هناك طرف يعطي وطرف يستقبل.. هم يفضلون استخدام كلمة مثل “التعاون” مع القادمين الجدد.
الفن في خدمة الناس
أعرب بيرم وهبي الشاب السوري عن سعادته بالمشاركة في هذا العرض كممثل ومحرك عرائس قائلًا: “الآن أنا مهتم جدًا بالمسرح والغناء، وفي الحقيقة مثل هذه العروض تجعل من الفن وسيلة لتبسيط أمر يصعب الحديث فيه، فلا يجب أن يشعر المريض بأنه ميت لا محالة، هناك الكثير من الأمور الرائعة التي يمكنه عملها”.
مسرح العرائس هو الأفضل للتوعية
المخرجة رانيا رفعت مؤسسة مسرح البرجولا التفاعلي أكدت أنها تنتوي تقديم العرض مرات أخرى في برلين: “أنا أثق في مسرح العرائس كوسيلة لرفع الوعي بشكل أسرع، وهو يعد أفضل من المحاضرات والمناقشات، وأتمنى أن تتبنى كل المنظمات هذه الطريقة”.
صور من عرض العرائس المسرحي “أروح لمين”

الممثلون مع عرائسهم على خشبة المسرح

إحدى عرائس العرض 1

إحدى عرائس العرض 2

فقرات عزف موسيقي خلال العرض

جانب من الحضور
أمل برلين | تقرير وتصوير: أسماء يوسف