Photo: Amloud Alamir
01/06/2017

حان الوقت للعدالة

بدأ أسبوع (حان الوقت للعدالة) في مؤسسة “فريدريش ايبرت” أول أمس الثلاثاء، ويستمر من 30.05.2017  الى02.06.2017. تناولت المحاضرة الافتتاحية تحت عنوان”عوالم غير متكافئة “عدة أسئلة قام بطرحها مذيع التلفزيون الألماني (زي دي اف) وولف كريستيان اولريش على المشاركين مثل: ماهي الإصلاحات الهيكلية لرأب الصدع ما بين طبقات المجتمع؟  فحسب منظمة أوكسفام : ثمانية أشخاص تقريبا لديهم ما يملكه 3.6 مليار شخص.

 لماذا بعض الناس لديهم أكثر مما يحتاجون والآخرون لديهم القليل جدا؟ عدم المساواة ليس فقط في الثروة أو الدخل وانما الحصول على التعليم والمشاركة السياسية والاجتماعية والعلاقات الدولية، فهل الدول والشركات العالمية على استعداد لاتخاذ الإجراءات للحد من عدم المساواة بين الأفراد وبين المجتمعات؟

قدم المشاركون لمحة عن التنمية وأسباب عدم المساواة وكيف يمكن التصدي للعواقب  سياسياً واجتماعياً. تحدث البروفيسور (سانيا ريدي) عن بناء الثقة بين المجتمع والنظام السياسي والاقتصادي، وهذا لا يتم بشكل تلقائي، إنما يحتاج للعمل عليه ووضع الخطط والمشاريع، فعدم المساواة والفقر يعرض النظام الاقتصادي للأزمات وتفقد المجتمعات الثقة بالأنظمة السياسية.

جانب من الحضور

جانب من الحضور

هل يتجاهل الناس فعلاً الأوضاع والظروف الاقتصادية المحيطة بهم؟ في استبيان قام به الباحث جينالوكا جريمالدا عام 2000 على مواطنين أمريكيين، قام بسؤالهم ما هو الراتب المستحق للمدير التنفيذي وللموظف العادي؟ كانت الإجابة تقريبا أن المدير التنفيذي يحصل على 45% راتب أعلى من الموظف العادي في الولايات المتحدة أما عند سؤال مواطنين أوروبيين كانت النتيجة أن الموظف العادي يحصل على راتب أقل بنسبة 17% من المدير التنفيذي. وهذا يعني زيادة الوعي عند الأوروبيين منه عند الأمريكيين.

وبتجربة أخرى، في احدى جامعات كولومبيا لدراسة السلوك بين الأغنياء والفقراء، تحدث الباحث عن خلق مجتمع صغير في الجامعة مشابها للمجتمع الحقيقي وقارن كيف الناس تتعامل مع هذا الوضع من بيئات وبلدان مختلفة مثل ايطاليا، النرويج، ألمانيا وأمريكا، حيث قدم راتب لقاء عمل معين لأشخاص 40 يورو وآخرين 1 يورو لفترة محددة ضمن الدراسة، وانتظر ردة الفعل. وجد أن البعض فكر بشكل جوهري ممن يملكون دخلاً أعلى بتقديم بعض النقود للآخرين، والبعض الآخر لم يقم بأي ردة فعل.. من الضروري تذكير المجتمع والتركيز على قيم المساواة وهنا لا يتم الحديث عن المساواة بين الكفاءات.

كما طرح أحد المشاركين أن خطة ألمانيا والدول الإسكندنافية الحرص على زيادة الاستثمارات في تطوير كفاءات الناس واللاجئين أيضاً، وأن إعادة انتاج الكفاءات مسألة واضحة يمكن رؤيتها  في سياسات هذه الدول، ومعرفة أين يمكن أن تستثمر بحيث تتمكن الدولة من خلق كوادر وفرص بآن معاً في سوق العمل.

نقاشات على هامش اللقاء

نقاشات على هامش اللقاء

كما تحدثت السيدة جيما آبا باحثة اجتماعية عن المشاكل التي تواجه النساء في سوق العمل؟ وأكدت على أهمية المطالبة بالمساواة بالأجور، ومراعاة ظروف المرأة ومسؤوليتها المتعلقة بالأطفال والمنزل، وتقديم الدعم وخلق الفرص المناسبة لها وتجريم من يقوم بعكس ذلك. ويعتبر وضع المرأة في بلاد العالم الثالث أسوأ بكثير منها في أوروبا .فمن الصعب متابعة الفتاة تحصيلها العلمي في تلك الأماكن، وهنا أيضا ستحصل هوة بالكفاءات لصعوبة السفر أو منع الأهل لها كما يحدث في دول افريقيا. في غينيا والسودان مثلاً، هناك حاجة حقيقية لبرامج ومشاريع تعمل على خلق فرص عمل للناس، وايجاد أعمال تختص بالمنطقة، وأهمية قيام مشاريع كالمدارس لتسمح للأطفال بالتعلم أو زيارة مراكز صحية فالناس تموت هناك من سوء الظروف الحياتية، وهذا يشكل عقبة أمام التنمية الاقتصادية.. وهنا الإشارة الى المساواة ما بين المجتمعات.

أحد الأسئلة التي قام بطرحها الباحث جيريمالدا على مجموعة من الناس من أميركا وأوروبا في وقت سابق، لماذا تعتقد أن الأشخاص الفقراء هم فقراء؟ هل لأن هذا الشخص كسول ولم يقم بما ينبغي ليحسن وضعه، أم أن هذا يعود لنقص الفرص المتاحة؟  60% من الأمريكيين يعتقدون أن الإنسان يكون فقيراً لأنه لم يقم بجهد حقيقي، أما الأوروبيين كانت النسبة معكوسة، حيث أن 60% يعتبرون وجود الفقراء نتيجة نقص بالفرص الواجب على الدولة تقديمها.

 وهنا تم التأكيد على ضرورة القيام بتغييرات في النظام الاقتصادي بالعمل على المساواة بالاكتفاء، ووقف التفاوت العالمي، فعدم المساواة تشكل عقبة أمام التنمية الاقتصادية، وبعبارة أخرى: مجتمعات أكثر مساواة تنمو بشكل أسرع وأفضل، مما يؤدي الى جريمة أقل، صحة أفضل، وتقليص الفقر.

وكانت هناك دعوة مفتوحة للحوار على مدار الأسبوع، تلا المحاضرة افتتاح معرض للصور بعنوان “الفردوس” وهو على ارتباط بفكرة العدالة.

أمل برلين | إعداد وتقرير: أملود الأمير
Photo: Amloud Alamir