Foto: Andoni Lubaki/AP/dpa
20/06/2022

اللجوء حق للجميع والمعاملة الجيدة حق لجميع اللاجئين!

في لحظة كتابة هذه المقالة، هناك من يفكّر بعبور حدود بلد ما ليشعر بالأمان، هرباً من حرب، أو من وضع اقتصادي سيء، او من عنف وتمييز ديني. ربما ينجح بالوصول إلى ضفة الأمان، وربما يفشل ليعاود الكرّة مرّة أخرى. في هذه اللحظة ربما هناك قارب في عرض البحر الأبيض المتوسط يحمل 50 شخصاً أو يزيدون، ترتفع صلواتهم، وأدعيتهم كلٌ لمقدساته، لينجوا ويصلون إلى برّ الأمان على الشواطئ الجنوبية لأوروبا. كل هؤلاء سيصبحون “لاجئين”.
إن اللجوء والبحث عن الحماية والأمان هو حق الجميع، وتكفله كل القوانين العالمية. لكن للأسف بات هناك مزاجية في التعامل مع هذه القوانين. ففي اللحظة ذاتها التي يحاول فيها كثيرون الهرب، هناك من يتم ترحيله، وهناك من رُفض طلبه باللجوء، وكل هذا يعبّر عن مزاجية بعض الدول بالتعامل مع قوانين اللجوء.

المعاملة بالمثل

منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، بنتشر بين أوساط اللاجئين حديث عن ازدواجية أوروبا بالتعامل مع اللاجئين. فمنذ اليوم الأول للغزو بدأ الحديث عن تسهيل هروب الأوكران من بيوتهم، وفتح الحدود أمامهم، وتذليل العقبات التي تضعها سواء السياسة المحلية لأي بلد اوروبي أو البيروقراطية. الأمر الذي رأى فيه لاجئون آخرون ازدواجية، وتمييز. فهذه المعاملة الجيدة لم تكن كذلك للأشخاص الذين كانوا يوماً ما على الحدود البيلاروسية البولندية. وهذه المعاملة لم تكن كذلك مع الأفغان الذين وصلوا مؤخراً بعد سيطرة طالبان على أفغانستان وانسحاب القوات الأمريكية منها. وهذه المعاملة لم تكن كذلك مع اللاجئين في مخيمات الجزر اليونانية الذين لم نعد نسمع عنهم شيء في وسائل الإعلام.
بالتأكيد لا نريد للأوكران الهاربين من الحرب، أن يُعاملوا بسوء مثل الآخرين، وأن هذه المعاملة الجيدة خطوة صحيحة، لكن ما نطلبه ويطلبه الآخرون هو أن تكون المعاملة بالمثل. فجميع اللاجئين مُرحب بهم، بغض النظر عن لون البشرة، أو لون العينين أو الدين أو المنطقة التي قدموا منها.

لا تنس شعب الخيام

يقول الشاعر الفلسطيني محمود درويش “وأنت تعود إلى البيت بيتك، لا تنس شعب الخيام”. نعم يجب ألا ننسَ اللاجئين في المناطق المجاورة لأماكن هروبهم. سواء في الباكستان أو الأردن أو تركيا أو لبنان. هناك الكثيرون الذين لا يملكون قوت يومهم. وأطفالهم محرومون من التعليم بسبب نقص المقدّرات. وبسبب فساد الدول المضيفة التي تسرق المساعدات المخصصة لهم. ولا تعطيهم من الجمل إلا إذنه.
ناهيك عن استغلاهم في أجندات سياسية لصالح البلد المضيف. وكذلك الممارسات العنصرية والتمييز الذي يتعرضون له. وفوق ذلك كلّه أثر التغير المناخي عليهم، البرد الشديد والحر الشديد، فكيف لخيمة أن تحمّي من كل ذلك. هؤلاء لهم الحق في العيش الكريم. لهم الحق بالصحة والتعليم. لهم الحق بالحياة.!

رسالة لا بد منها

يجب أن يكون اليوم العالمي للاجئين والذي يصادف اليوم 20 حزيران/ يونيو، مناسبة لتذكر اللاجئين في كل أنحاء العالم، والذين يبلغ عددهم بحسب المفوضية السامية للاجئين 100 مليون لاجئ ونازح. ومناسبة لسن قوانين تسهّل حياتهم وتذلل العقبات البيروقراطية أمامهم، فذلك كما رأينا في حالة اللاجئين الأوكران ممكناً. يجب أن يكون اليوم مناسبة لسن قوانين صارمة تحد من العنصرية والتمييز، فاللاجئين هم الفئة الأكثر تعرضاً لهذين الفعلين الهدّامين في العالم كله. وأن لا ننسَ الآخرين بسبب الغزو الروسي على أوكرانيا والتضخم الاقتصادي الذي يعيشه العالم. فاللاجئين لا حول ولا قوة لهم، ونسيانهم يعني تركهم وحدهم في مواجهة جميع أنواع الاستغلال ….!

وكل عام وكل لاجئي العالم بخير.