Bild: LADS
18/04/2018

برلين: مكاتب استشارية ضد التمييز بكافة أشكاله

ربما لا يمر يوم دون أن نشاهد فيه شكلاً من أشكال التمييز، قد نتعرض له نحن، أو يُمارس أمامنا، وقد تكون أحياناً كلمة نقولها دون أن ندري أنها شكل من أشكال التمييز ضد الآخر، ومن هنا علينا الحذر باستخدام مفرداتنا التي من الممكن أن تهين أو تجرح الآخرين، جميعنا جزء من المشكلة وجزء من الحل وعلينا تقبل هذا الواقع.

 الانتماء إلى مجموعات اجتماعية يشكل خلفية لحياتنا، ولمواقفنا، وقيمنا، خاصة أننا أتينا إلى بيئة جديدة، وبرلين من أكثر المدن التي تم تمويلها لمكافحة التمييز ضد اللاجئين. هناك آليات استبعاد متنوعة من المهم دراسة الصور والأفكار المسبقة الخاصة بالمجموعات الاجتماعية، والعيوب والتهميش بسبب الانتماء الاجتماعي لمعالجتها. تقول السيدة  “ايرين أنسال” رئيسة مكتب مكافحة التمييز في برلين: “نحتاج لقوانين تحمي من التمييز أكثر والعمل عليها. خاصة أن القادمين الجدد يتعرضوا أحياناً للتميز في أماكن مختلفة مثلاً في أماكن حكومية أو في قطاع السكن أو غيرها. من المهم إن تعرض الشخص لأي شكل من أشكال التمييز ان يتواصل معنا”.

خدمة متعددة اللغات لمواجهة التمييز

تقوم الوزارة بالعمل مع العديد من المنظمات المختلفة التي تزور مراكز اللجوء وتقدم الاستشارات المتعلقة بالتمييز وكيفية التعاطي معه والتحدث عنه، وهناك العديد من الندوات حول الحقوق التي يجب أن يتمتع بها اللاجئ، وتقديم المعلومات لحمياتهم ومساعدتهم على الاندماج في المستقبل. بالإضافة لمراكز تقدم المشورة للراغبين بعدة لغات للتعاطي مع هذه القضية، منها الفارسي والعربي والتركي والفرنسي والصربي والفيتنامي، ليس كل هذه اللغات موجودة في مكتب استشاري واحد، لكنها متوفرة بشكل عام، وتساعد هذه المكاتب أيضاً على إيجاد محامين مختصين بهذا الشأن، بالإضافة للمعلومات الضرورية لهم.

التمييز الذي يتعرض له بعض المسلمين من جهة والتمييز الذي يمارسه بعض المسلمين السلفيين ضد الآخرين من جهة أخرى. فهناك النساء اللواتي يرتدين الحجاب ويتعرضن للمضايقات بالشارع لارتدائهن إياه ولا يعرفن كيف يدافعن عن أنفسهن . التمييز موجود ومعروف بالنسبة لنا لكن عدد الاعتراضات أو الشكاوي قليل بالمقارنة بذلك، ربما السبب أنه ليس لديهم المعلومات الصحيحة ولا يعرفوا لأي جهة يذهبوا. بالرغم من ان برلين مدينة متعددة الثقافات لكن هناك الكثير من الشكاوى المقدمة بالمقارنة مع أماكن أخرى من ألمانيا، وذلك بالمقارنة مع حالات التي يتم تسجيلها في مناطق أخرى “مثلاً المرأة المحجبة في دريسدن تتعرض للتمييز أكثر مما تتعرض له المرأة المحجبة في برلين. لكن المرأة في برلين تعرف أكثر عن حقوقها وتقدم شكوى بالمقارنة بالسيدة المقيمة في دريسدن”. ومن الممكن ان يكون التمييز بالراتب أو حتى بقبولهم للعمل لذلك “النساء المسلمات هن بحاجة أكثر من غيرهن لمعلومات واستشارات تقدم لهن في هذا الخصوص”. أما حالات التمييز”الجندري” بين النساء والرجال فهذا تمييز مختلف، والذي يأخذ المرتبة الثانية بعدد حالات التمييز المسجلة.

التمييز سيء بكل أشكاله

أي تمييز هو سيء ولا يمكن اظهار أن هناك تمييز أسوأ من الآخر ،ولا مجال هنا للمقارنات. تعتمد السيدة أنسال أن التمييز الذي يتعرض له كبار السن هو الأكثر، فهم لا يستطيعوا الحصول على عمل نتيجة العمر أو لا يمكنهم التقديم على بعض الأعمال وذلك بسبب شرط السن فعليهم تخطي بعض الامتحانات، “على سبيل المثال من يرغب بالعمل كشرطي في برلين يجب أن لا يتجاوز عمره 35 عام ليتمكن من الدخول الى مدرسة الشرطة، بينما في براندنبورغ فالحد الأقصى للعمر 39 عام”. وفي دراسة أجريت عام 2015، يتم الإبلاغ عن التمييز على أساس السن، و14.8 % من الناس في ألمانيا قد تأثروا بذلك.

 على الشخص أن يكون فعال برفض التمييز في الحياة، الأغلبية تظن أن الحصول على الاستشارة أمر غير مهم ،لكن هذا مهم، وذلك لإيجاد حلول مجتمعية جذرية للمشكلة من خلال تسجيلها وتحليل أسبابها. التمييز سيء وكل شخص لديه الحق بالاعتراض عليه ورفضه، وهو من الحقوق الأساسية التي يكفلها الدستور.  هناك العديد من المواد التي قام مكتب الدولة “للمساواة بالمعاملة – ضد التمييز” بتوزيعها على المدارس، تقول السيدة أنسال: “يتم طرح بعض القضايا الجديدة والتي تغيرت طريقة التعاطي معها عما كان سابقاً مثل المثلية الجنسية، أو التمييز ضد المعاقين، وغيرها. وذلك لتطوير مفاهيم جديدة عند الأطفال للتعاطي بطريقة جيدة أو أن يكونوا متسامحين في محيطهم”. وهنا أهمية اشراك الطفل بتشكيل وعي ضد أشكال التمييز المختلفة ومحاربتها.

دورات متخصصة للعمل على مكافحة التمييز

Bild: LADS

يحدث التمييز لأسباب مختلفة للغاية، من المهم ان يعلم الشخص ماهي حقوقه، كحقه بالتنافس و التنوع و هناك الدورات التي يقدمها مكتب الدولة ضد التمييز تعالج كافة الحالات التي من الممكن أن يتعرض لها الشخص، مثل التمييز ضد الكبار بالعمر، التمييز بين الرجال والنساء، التمييز ضد المعاقين، وضد المثلية الجنسية، أو التمييز ضد الدين أو اللون. يمكن للشخص القيام بدورات متنوعة تستمر من 4 ساعات إلى يومين، ومن يرغب بالعمل بشكل إداري في هذا المجال يمكنه الالتحاق ببرنامج تعليمي لمدة سنة. للمزيد من المعلومات بهذا السياق يمكنكم زيارة هذا الموقع بالضغط هنا.

أمل برلين | تقرير وإعداد: أملود الأمير
Bild: LADS